كانت السعادة والمرح شعار الأمسية..
ولم لا..
فلكم سنصبر على مشاق الحياة.. لولا تلك اللحظات من السعادة السخية..!
* * *
كان بالحجرة أربعة أشخاص..
رجلان وإمرأتان..
ثلاثة ملائكة وشيطان..
أوتدرى ماذا يدور فى ذهنى الآن ؟!
* * *
مشمراً عن ساعديه.. ومتناولاً صينية اللحم منها:
- تسلم إيدك يا ثريا..شكلى هخطف الصينية وأخلع..!
-إنت لسه دوقت حاجه يا أستاذ مصطفى؟ أقعد التقيل لسه جاى..!
تعالت الضحكات بين الاربعة المتواجدون ف الحجرة وبعدما أصبحت السفرة جاهزة التف حولها الاربعة..
قال مصطفى مخاطباً زوجته سحر-غامزاً لثرياً فى نفس اللحظة:
- شوفتى يا نكبتى..هو ده الاكل ولا بلاش.. شامة الريحة..ولا الطعم.. يسلالالالام..مش أكل الجيش اللى بتعملهولى ف البيت..معرفش مطلعتيش شاطرة زى أختك ليه؟
سحر مصطنعة الغضب:
- ياخويا لو مش عاجبك أكلى طلقنى وإخلص وبلاش تيجى على نفسك.. رجالة موراهمش الا التقطيم والتلكيك.. ثم فين الفراخ..أنا مش قولتلك يا ثريا أنا ماليش ف اللحمة؟!
هشام مخاطباً سحر:
- والله ياسحر فضلت ازن على دماغ أختك عشان نجيب فرخة ليكى قالتلى لازم تدوق الكبابه بتاعتى..تكونش حاطلنا فيها سم..هههههه.
سحر ضاحكة:
-ده سبب تانى يخلينى مكولش منها..على جثتى لو دقتها..دا حتى شكلها غريب !!
* * *
تبا لهم..
هل يعلمون؟
هل يعلمون حقاً أنها ليست بكرات لحم بقرى وانما هو لحم بشرى؟!
لحم نسمة..
تلك الطفلة الوديعة ذات الثلاثة اعوام..
لكم افتقدها الان..
ولكن..
ها هى بقاياها أمامى فى تلك الاطباق..
المشكلة تكمن فى أنى أقسمت على عدم تذوق تلك الكرات الوردية..
* * *
بفم مليئ بالطعام يسئل هشام :
- إنت قولتيلى نسمة مع مين يا ثريا؟
ثريا متناولة معلقة كبيرة من السلطة:
- مع هند جارتنا من صباحية ربنا..أهى تريحنى منها شوية..بس عالله متخرجهاش الشارع..الشوارع مبقتش أمان زى الأول.. هتفضلى تلعبى بالمعلقة فى طبق الملوخية ومش تاكلى يا سحر ولا ايه؟ الأكل مش عاجبك ولا زعلتى من قلش جوزك؟
سحر بشرود:
-لأ أبداً..بس مش ملاحظة أن السمن على الملوخية كتير؟! إنت قولتى نسمة فين؟!
* * *
الله يحرقك يا سحر..
لازم يعنى تفضلى تدققى وتتمحكى فى التفاصيل التافهة دى..
مش عاجبك اللحم الضانى ولا الكبابة ولا الملوخية دوقى الاسباجتى والسلطة..
بس كان نفسى تدوق لحم نسمة هى كمان..
دى كانت بتحبها..
مضطر أدوقه أنا وأمرى لله..
قال سمين قال..
أووف..الصداع هيفرتك دماغى..
* * *
لاحساً اصابع يديه:
- هو صحيح اللحم سمين.. بس طعم جداً.. وزى منتم عارفين الدكتورة نصحت سحر بالدايت عشان فرص الانجاب تزيد..آمين يارب.. وبغض النظر عن موضوع سحر.. قطعية اللحمة دى لما شوفتها عند الجزار قولت لازم أهاديكى بيها يا ثريا..شوفتى بقى.. معزومين عندك وإحنا اللى جايبين اللحمة معانا.. ههههههه
هشام ضاحكاً:
- الله يا أستاذ مصطفى..انت بتعايرنا ولا إيه..ماقولنالك جبنا لحمة الصبح بس انت اللى صممت اننا نعمل لحمتك اللى جبتها معاك.. الا صحيح... جايبها منين دى.. طعمها مالوش حل..
مصطفى بنظرة دهاء:
- لا...ده سر.. بالمناسبة..عندكم بنادول أو أى حاجة للصداع ؟!
* * *
اهلاً..
مصطفى كمان مصدع..
الاكلة تقيلة ولا ايه؟
أتحسس علبة السجائر فى جيبى..وأبتسم..
بعدما يفرغ مصطفى من الطعام سأناوله سيجارة ليحبس بيها الأكلة ..فهذا ما يقصده بالصداع حتماً..!!
* * *
مصطفى ناكشاً ثريا:
-إنما كرات اللحمة دىمش بتفكرك بالقنفد ؟ ههههه..
ثريا مبتسمة:
- قول لهشام..هو اللى أصر انى اسيبله المطبخ وهو اللى يصبع الكرات ويعمل الصينية بمزاجه.. بس برافو عليه والله..الراجل يشكر..
سحر ضاحكة وغامزة بعينها الى ثريا:
-كتر الله من أمثاله.. أنا خلصت..أما أقوم ابص على نسمة من البلكونة مشوفتهاش من ساعت ما جيت..
* * *
تباً لك ياسحر..
أعلم أنك تحبى نسمة وتعتبرينها كإبنتك اللتى لم تلديها..
ماذا أفعل أكثر من ذالك لاثبت لك أنى أحبك..
لقد قتلت نسمة كى لا تشعرى بالغيرة والنقص..
قتلتها من أجلك أنت..
* * *
متجشئاً فقاعات المياه الغازية ومتحسساً جيبه:
-الصراحة تسلم ايدكم يا جماعة ع الغدوة الموز دى..والاسبوع الجاى عندنا.. أما نشوف سحورتى هتبيض وشنا ولا هتسنفره..هههههههه..فين ياخواتى علبة الهباب؟!
ثريا مخرجة علبة السجائر من جيبها:
-إتفضل يا أستاذ مصطفى..كنت خايفه لتشرب قبل الأكل فنفسك تتسد فخبيتها منك.. دلوقتى اشرب وعفر براحتك..خلى الصداع يروح.. أما أنا فهنزل الصيدلية اللى تحتينا أجيبلى حاجة للصداع أنا كمان..مش سايبنى من بداية اليوم..حد عايز فوار فروت أجيبهوله معايا؟؟!!
تمت..
غامضة وغريبة،والنهاية مش متوقعة
ردحذفواصل تألقك يا زاهوف
متشكر يامان.. وبالفعل انا بعشق الاسلوب ده من القصص..
ردحذفوحاضر..
سنواصل..!
مبروك مدونتك الجديدة ،متابعك أينما كنت...
ردحذفإستمر...
وأنت منور دايما يا برنس..
حذفالمواضيع هنا -كلين- غير هناك..عشان الناس الحساسه..ها؟
المهم ياريت الموضوع يكون رعبك..أقصد عجبك !